عرضت علي مشكلة المسلمات الروسيات، واللاتي لم يتقدم إليهن أحد للارتباط بهن، وكلهن فتيات متميزات ويعملن في خدمة الإسلام ونشره في موسكو، وأثناء الحديث مع المهتمين في روسيا سألتهم عن عددهن، فقالوا: ستين فتاة حتى الآن، ولدينا نخبة من الشباب الروسي المميز، لكن لم يتقدموا لهن، وبدأنا نتشاور في علاج هذه المشكلة وتداركها حتى لايزداد عدد العوانس المسلمات هناك

 

فاقترح أحد الحضور عمل برنامج ثقافي يستهدف شريحة الشباب ويطلب مشاركة العائلات فيه للاستفادة من الندوات واللقاءات والفعاليات في البرنامج، وفعلا نفذت هذه الفكرة وكانت المفاجأة بعد المهرجان أن تمت خطبة خمس عشرة فتاة منهن، ونجحت الخطة والحمدلله رب العالمين، ومازال التفكير في الباقي.

تعرفت إلى المرأة الروسية المسلمة عند زيارتي الأخيرة لروسيا ورأيت فيها الأمانة والصدق والإخلاص وحب الدعوة والخير، وهذا خلاف السمعة التي نعرفها عنهن في الخليج، بل من كان يعلم أن إحدى النساء التتريات كانت ملكة على المسلمين في قازان واسمها «سنبوك»، وكانت من الذكاء والفطنة أن حافظت على ملك المسلمين وضياعهم في روسيا، وخاصة عندما حاول ملك النصارى أن يتزوجها باستخدام أسلوب الإغراء والقوة عليها، ولكنها كانت تأبى أن تخضع تحت إمرته حتى لايستولي على حكم المسلمين، ولم تمكنه من نفسها، بل صدق توماس وآرنولد عندما مدح النساء التتريات ومدح صدقهن في نشر الدعوة، وأكد أن كثيراً من أمراء المغول والأتراك الوثنيين كان سبب إسلامهم النساء التتريات.

إن للمرأة مساهمات كثيرة في نشر الخير وخدمة الإسلام، فأول مسلم كان امرأة هي (خديجة)، وأول شهيد في الإسلام كان امرأة هي (سمية)، وأول عالم في مدرسة النبوة امرأة هي (عائشة) أم المؤمنين رضي الله عنها، وأول مدير مخابرات نظم هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورتب سلامته وعدته كان امرأة هي (أسماء) - رضي الله عنها - وأول مسلم من الفرس كان امرأة.

وهل تأمل أحدنا هذه المفارقة؟

إن أبا جهل وعقبة بن أبي معيط وأبا سفيان كانوا يقودون مقاومة الإسلام ويضطهدون أتباعه وكانت بناتهم يستأجرن الرواحل والأدلة ثم يخرجن مهاجرات إلى الحبشة والمدينة وهن لم يتجاوزن العشرين من عمرهن، كمافعلت أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.

ولهذا فإن النساء أنواع.. منهن:

المرأة الفاضلة القــوية، وهي نموذج الصحابية، والمرأة الفاضلة الضعيفة، وهي نموذج غالب النساء اليـوم، والمرأة القوية غير الفاضلة وهي النموذج الغالب في الغرب. وإن ما رأيته في نساء المسلمات في روسيا من الصنف الأول إن شاء اللــه، وإن شــاء اللــه تكون نساء المسلمات اليوم من الصنف الأول (الفاضلة والقوية).