عندما وقفت الفنانة الكويتية مريم الصالح في مشهد اعتراضي على السماح للرجل الخليجي بالزواج من الخارج، ويفرض عليها قبول عامل وافد، فقالت جملتها المسرحية "والله حالة، عيالنا يتزوجون من برا واحنا نأخذ خبابيز (جمع خباز)". استحضرت هذا المشهد عند قراءة التقرير الصحفي عن تقرير وزارة العدل في المملكة والتي يشير الى زواج 1988 سعودية يتزوجن من اجانب في مقابل 2640 مواطنا يعقدون قرانهم على غير سعوديات وذلك في العام الميلادي 2011 والذي يلفظ أوراقه الاخيرة. اللافت للنظر في هذا التقرير ان نسبة التزاوج بين الخليجيين في المملكة هو الاعلى وتصدرت الجالية اليمنية هذه النسبة. فقد جاءت نسبة الكويتيين في المرتبة الثانية تلاهم القطريون ثالثا فالإماراتيون خامسا وتسبقهم الجالية السورية وتليهم الجالية المصرية. وطبعا القائمة لا تقف عند هذا الحد لزواج السعوديات من اجانب، وانما هناك في القائمة باكستانيون وهنود وامريكيون واندونيسيون وتشاديون وكينيون وغيرهم كثر. طبعا هذه الخارطة تفصح عن حجم التغير في التركيبة السكانية في المملكة وربما هي ابرز في بقية دول الخليج. ولكن السؤال الذي يدور في الخاطر وقمة الخليج في المنامة على قدم وساق لتأسيس قواعد الاتحاد المنتظر، هل الزواج بين الخليجيين يمكن ان يقوي أواصر الوحدة أو الاتحاد ويجعل الحراك الاسري داخل الخليج امرا طبيعيا؟ وماذا يمكن لدول الخليج ان تفعل لتقوية هذا النهج في بناء الاسرة الخليجية؟ هل يستطيع الخليجي المتزوج من دولة خليجية اخرى الاستفادة مثلا من الميزات الممنوحة لمواطن الدولة فقط؟ ففي بعض الدول هناك مميزات مثل صناديق العقار والتسليف والرعاية وغيرها من برامج دولة الرفاه التي تسعى الدول الخليجية تحقيقها لمواطنيها. أعتقد لو نظرنا لمؤشر تقرير وزارة العدل السعودي وغيره من التقارير المماثلة لوددنا ان تتزوج المواطنة الخليجية من مواطن خليجي من اجل توافق ثقافي وتلاحم اسري بدلا من العودة لمقولة مريم الصالح ان نجد معظم المواطنات ممن تزوجن من غير خليجيين انهن دخلن معادلة قد لا تقود لاستقرار اقتصادي للأسرة، بل ان المحاكم ايضا في تقاريرها تشير الى فشل العديد من تلك الزواجات وربما الى هروب الزوج الاجنبي من مسؤولياته. وهذا ليس بمستغرب فلدينا العديد من الزواجات الخليجية الفاشلة مع امريكيات وبريطانيات واستراليات وكنديات والنتيجة هروب الزوج وتكوين شتات من الصبية والبنات الخليجيات في دول الغرب. والآن بدأت مطالب الكثير من تلك الزوجات بعد ان عرفن القوانين وتعلمن عبر القرية الكونية عن ثقافتنا العربية التي لا تغفر مثل تلك الاخطاء. تقرير وزارة العدل يكشف ايضا عن الزواج في المدن الكبرى بالمقارنة بالمدن الصغرى أو المحافظات. وان المدن اكثر قبولا للأجنبي من تلك المحافظات بديل عدد الزواجات المسجلة رسميا. ونحن نعيش القمة الخليجية وفوضى ربيع العرب هل من التفاتة الى البعد الانساني في تلك الوحدة أو الاتحاد الخليجي. كم اتمنى ان نعرف عن عدد الطلاب الخليجيين في المدارس الخليجية غير دولهم، وكذلك في الجامعات. أعتقد ان تحديد نسبة قبول أو مقاعد اجبارية للدول الاعضاء في الجامعات الخليجية اصبح ضرورة ثقافية بمعنى ان نعرف سنويا عدد الطلاب من كل دولة خليجية في الجامعات السعودية وبمنح دراسية محددة سلفا. وان تقوم على إثرها اندية طلابية خليجية تشارك على هامش الدورات الرياضية أو القمم بعكس ذلك الفكر الاتحادي وابداعات الشباب الخليجي.حلم الوحدة الخليجية في الانسان قبل ان تتسع فروق الزواجات بين ابناء وبنات الخليج مع العمالة الوافدة من كل مكان.
اسم المرسل: | سارة | 19-06-2017 |
اريد زواج عادي |